ينصح الخبراء بمنتجات الألبان كجزء من نظام غذائي صحي لأنها توفر العناصر الغذائية الأساسية لصحة جيدة.
تحتوي على دهون طبيعية، بما في ذلك الدهون المشبعة التي تم إثبات زيادتها لخطر الإصابة بأمراض القلب. نتيجة لذلك كان يُنصح لمدة طويلة من الزمن بالحد من الدهون المشبعة من جميع مصادر الغذاء واختيار منتجات الألبان قليلة الدسم. ومع ذلك، تشير الدلائل المتزايدة إلى أن السمعة السيئة لمنتجات الألبان كاملة الدسم قد لا تكون صحيحة.
"دهون الألبان توفر بعض الفوائد. على سبيل المثال، تساعد بعض منتجات الألبان على حمل الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، بما في ذلك فيتامين أ - وهو عنصر غذائي أساسي وضروري للرؤية ووظيفة المناعة ونمو الخلايا."
تلعب الدهون دوراً مهماً في نظامك الغذائي من خلال توفير الطاقة وأساسيات البناء الأساسية للخلايا في الجسم. كما أنها تحمل وتساعد على امتصاص الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون A و D و E و K.
تشمل الدهون مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأحماض الدهنية، وغالباً ما تنقسم إلى الدهون غير المشبعة والدهون المشبعة. تم ربط الدهون غير المشبعة بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، في حين تم إثبات زيادة الدهون المشبعة لخطر الإصابة. على الرغم من أن هذا الموضوع تم مناقشته مؤخراً بشكل كبير بين الخبراء وأظهر تبايناً بالآراء لربط العلاقة بين الدهون المشبعة وأمراض القلب والأوعية الدموية.
يحتوي الحليب بشكل طبيعي على حوالي 4٪ من الدهون، وحوالي ثلثها من الدهون غير المشبعة والباقي مشبع. يختلف محتوى الدهون بين الأطعمة التي تحتوي على منتجات الألبان، حيث تكون بعض المنتجات مثل الكريمة والزبدة والجبنة من المصادر الأكثر تركيزاً في دهون الألبان.
دهون الألبان توفر بعض الفوائد. على سبيل المثال، تساعد بعض منتجات الألبان على حمل الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، بما في ذلك فيتامين أ - وهو عنصر غذائي أساسي وضروري للرؤية ووظيفة المناعة ونمو الخلايا.
على مدى سنوات عدة، كان يعتبر الحليب كامل الدسم ومنتجات الألبان عالية الدسم مثل الجبنة شيئاً يحتاج إلى التقليل منه إلى أدنى حد بسبب محتواه من الدهون المشبعة. لكن تم تحدي الرأي القائل بأن الألبان الكاملة الدسم مُضرة للقلب من قِبل خبراء دوليين، حيث دعا البعض إلى اتباع إرشادات غذائية للتوقف عن التركيز على أطعمة الألبان قليلة الدسم.
تشير الدلائل المتزايدة إلى أن استهلاك الألبان، بما في ذلك الألبان الكاملة الدسم، لا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى عامة السكان، على الرغم من محتواه من الدهون المشبعة. حتى الجبن، الذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون، لا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.
يعتقد بعض الخبراء الآن أنه من التبسيط جداً الإشارة إلى أن الألبان كاملة الدسم تعتبر ضارة بصحة القلب والأوعية الدموية لأنها تحتوي على دهون مشبعة. من المعترف به بشكل متزايد أن المصفوفة الغذائية الكلية، بما في ذلك العناصر الغذائية الأخرى، تؤثر على كيفية تأثير الغذاء على صحة القلب والأوعية الدموية. يوفر الحليب ومنتجات الألبان مجموعة كاملة من العناصر الغذائية، وسوف يتأثر تأثير منتجات الألبان على صحة القلب والأوعية الدموية بكامل العناصر الغذائية الموجودة بدلاً من مجرد محتواها من الدهون. لذا بدلاً من النظر إلى مادة غذائية واحدة، من المهم أن ننظر إلى تأثير الغذاء كله. وقد أصبح من الواضح الآن أن منتجات الألبان مثل الحليب والجبنة والزبادي لا تؤثر سلباً على صحة القلب والأوعية الدموية. من المهم أن نتذكر أنه على الرغم من ذلك، يجب على الأشخاص المصابين بسجل من أمراض القلب التشاور مع أخصائي الصحة للحصول على المشورة الغذائية بشأن احتياجاتهم الخاصة.
لا يُنصح باستخدام بعض منتجات الألبان عالية الدسم مثل الزبدة والقشدة كواحد من اثنين أو ثلاثة من منتجات الألبان يومياً نظراً لأنها غنية بالدهون ولكنها لا تحتوي على القدر الكافي من الفائدة كغيرها من منتجات الألبان. يتم استخدامها في الطهي والخبز أو كنوع من الدّهن اللذيذ على الخُبز، مما يوفر نكهة فريدة يصعب تكرارها مع المنتجات التي تستخدم غالباً كبديل.
تم تجنب الزبدة على وجه الخصوص من خلال المبادئ التوجيهية الغذائية بسبب محتواها من الدهون المشبعة. لكن الأدلة الحديثة تشير إلى أن ما يصل إلى 14 غم من الزبدة يومياً (حوالي ملعقة كبيرة) لا يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بالمرض، مما يشير إلى أن كمية صغيرة يمكن أن تكون جزءاً من نظام غذائي صحي متوازن للجميع. النظام الغذائي المتوازن يشمل الفواكه والخضروات بشكل أساسي، وكذلك الحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان وغيرها من مصادر البروتين، وكذلك مصادر الدهون غير المشبعة مثل الزيوت النباتية والمكسرات والأفوكادو لأنها تدعم صحة القلب
الزبدة مصنوعة من مكونات طبيعية: قشدة الحليب مفصولة عن حليب البقر وأحياناً يضاف الملح. هذا يجعل الزبدة خياراً رائعاً لمن يريدون منتجاً طبيعياً. زبدة نيوزيلندا تشتهر بلونها الذهبي. وذلك لأن الأبقار النيوزيلندية ترعى على العشب مما يزيد من محتوى البيتا كاروتين في دهون الحليب مقارنة بالأبقار التي تتغذى بشكل رئيسي على الحبوب.
وأخيراً، تشير الدلائل إلى أن منتجات الألبان، بما في ذلك الأصناف كاملة الدسم بالنسبة لمعظم الناس، يمكن أن تكون جزءاً من نظام غذائي صحي للقلب. يتم تعبئة منتجات الألبان مثل الحليب والجبنة والزبادي بالعناصر الغذائية الأساسية، كما أن تناول ما بين 2-3 أنواع من منتجات الألبان يومياً يدعم الصحة الجيدة. حتى الزبدة يمكن أن تستهلك في نظام غذائي صحي متوازن، ولكن تأكد من تناولها باعتدال.